أثارت نتائج الجولتين الأولى والثانية للانتخابات البرلمانية التى أجريت
خلال الفترة الماضية، حالة من الجدل داخل الوسط الرياضى، بعدما حجزت القوى
الإسلامية
غالبية مقاعد البرلمان حتى الآن، وتزامنت مع تلك النتائج تخوفات
البعض من وضع قيود على بعض الألعاب الرياضية التى تمارسها النساء مثل
السباحة والجمباز والكاراتيه وكرة اليد والطائرة والسلة والأثقال
والمصارعة.
حرصت "اليوم السابع" على استطلاع آراء العديد من خبراء الرياضة لمعرفة موقف
مجلس الشعب من الرياضة، وما هى متطلبات الشارع الرياضى من برلمان الثورة.
أبدى عدد من الخبراء عدم تخوفهم من وصول التيارات الإسلامية المتمثلة فى
حزبى النور والحرية والعدالة إلى الحكم، مبررين ذلك بأن الإسلاميين
سيتغيرون كثيرا كمسئولين لوجود العديد من المهام على عاتقهم والمرتبطة
بحياة المواطن المصرى بعد الثورة التى قامت من أجل توفير حياة كريمة
للجميع.
طالب الخبراء من حكومة الدكتور كمال الجنزورى وبرلمان الثورة الجديد بضرورة
تغيير قانون الرياضة رقم 77 لسنة 1975، واصفين إياه بـ"القانون الاشتراكى
العقيم"، حيث أوقفت لوائحه سير حركة الاستثمار الرياضى فى مصر.
ودعا الخبراء إلى ضرورة الاستفادة من بعض القوانين الرياضية فى بلاد متقدمة
مثل إنجلترا وإيطاليا، فيما شدد البعض منهم على ضرورة فصل الحكومة عن
الهيئات الرياضية وخضوع الأخيرة للجنة الأوليمبية المصرية التى سترعى آنذاك
الرياضية تحت إشراف اللجنة الأوليمبية الدولية "الأم"، من أجل النهوض
بالرياضة المصرية التى تعانى من الجهل باللوائح والقوانين، ما أثر سلبا
عليها.
لجنة رياضية بالبرلمان
من جانبه طالب الدكتور أحمد الفولى، نائب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية
وعضو المكتب التنفيذى للاتحاد الرياضى التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامى،
حكومة الجنزورى وبرلمان الثورة، بإنشاء لجنة رياضية يتسم أعضاؤها بالوعى
الرياضى والنزاهة للقضاء على المشكلات العنيفة التى تمر بها جميع
الاتحادات.
وقال الفولى: حان الوقت للاهتمام بالشباب الذين قاموا بثورة عظيمة أبهرت
العالم، بعد تهميشهم أيام العصر البائد، وذلك من خلال الاهتمام بمراكز
الشباب فى القرى والمدن، مبديًا عدم تخوفه من وصول الإخوان إلى الحكم،
معللا ذلك بأنه بحكم موقعه كعضو فى المكتب التنفيذى للاتحاد الرياضى التابع
لمنظمة المؤتمر الإسلامى، يدرك تماما كيفية تعامل الجماعات الإسلامية
المختلفة مع الرياضة.
إبعاد الحكومة عن الرياضة.. وتغيير قانون 77 العقيم
يرى خالد مرتجى، عضو مجلس إدارة الأهلى، أن تغيير قانون الرياضة رقم 77
لسنة 1975 أصبح حتميًا، واصفًا إياه بـ"القانون الاشتراكى العقيم" وساهم فى
إعاقة حركة الاستثمار الرياضى فى مصر على مدى سنوات طويلة، مطالبًا بصياغة
قانون جديد يدعم الاستثمار الرياضى فى الأندية قبل تطبيق دورى المحترفين
عن طريق الاستفادة ببعض القوانين الرياضية الموجودة فى بلاد متقدمة مثل
إنجلترا وإيطاليا.
وطالب مرتجى بإبعاد الحكومة نهائيا عن التدخل فى شئون الهيئات الرياضية،
وإسناد تلك المهمة للجنة الأوليمبية التى تتبع اللجنة الأوليمبية الدولية،
مشددا على ضرورة الاهتمام بنشر الرياضة فى المدارس للنهوض بفكر الأطفال منذ
الصغر، مؤكدا أن وصول الإخوان للحكم لا يمثل له أى قلق.
الاعتراف بأهمية الرياضة
أكد فاروق جعفر، المدير الفنى لفريق طلائع الجيش، أن البرلمان الجديد
مُطالب بإقرار أهمية وتأثير الرياضة فى حياة البشر، مع إنشاء مدارس متخصصة
تمنى عقول الشباب، بما يساهم فى تكوين جيل واع، إلى جانب وضع برامج محددة
للنهوض بالرياضة.
وقال جعفر إنه لا يخشى وصول الإخوان إلى الحكم، مبررا ذلك بأن أغلبهم
يمارسون كافة أنواع اللعبات الرياضية، موضحًا أنهم سيمنحون كل اهتمامهم
للمشكلات الكبرى مثل القضاء على البطالة وحل أزمة الإسكان وتوفير حياة
كريمة للمصريين.
الاهتمام بالأندية الشعبية
شدد عفت السادات رئيس نادى الاتحاد السكندرى، على أن عودة الأمن والأمان
إلى الشارع المصرى هو العامل الرئيسى فى النهوض بالرياضة عن طريق خلق أبواب
الاستثمار للنادى فى أجواء آمنة.
وطالب السادات حكومة الجنزورى والبرلمان بالنظر إلى الأندية الشعبية التى
تعانى من أزمات عنيفة لنقص مواردها مع إقامة منشآت رياضية جديدة يتم عن
طريقها توظيف واستثمار طاقات الشباب.
ورفض السادات فكرة إلغاء قانون 77، قائلا: سنتقدم بطلب إلى مجلس الوزراء
فور هدوء أوضاع البلاد من أجل تعديل بعض المواد، بما يتماشى مع تطبيق دورى
المحترفين.
مطالب أهم من الرياضة فى الفترة المقبلة
رفض ربيع ياسين، المدير الفنى لمنتخب الشباب، فكرة الاهتمام بالرياضة
قائلا: هناك أشياء أهم وأسمى من الرياضة فى الفترة المقبلة، حيث يجب
الاهتمام بالصحة والتعليم والقضاء على البطالة مع الاهتمام بالعشوائيات
التى انتشرت بطريقة مخيفة فى مصر خلال السنوات الأخيرة.
وتساءل المدير الفنى، كيف نهتم بالرياضة فى الوقت الذى يحصل فيه بعض
اللاعبون والإعلاميون على ملايين الجنيهات، دون أن يكونوا مؤهلين لذلك؟!.
كما طالب بمنح التيارات الإسلامية فرصة قبل الحكم على نظرتهم للرياضة بشكل
عام، لا سيما بعد أن قضوا سنين طويلة داخل غياهب السجون فى العصر البائد.